وقفت تناظرني بعينيها الحنونة ... أجل حنونة ... أشاحت طرفها الدامع
كي لا أراه ... ولم تدر به أصاب كبدي الحرّى بمنجلٍ لمّا رآها ... كنا هنا
يوماً نلهو بأسراب الحمام ... وهناك فوق تلك السدرة الخضراء عانقنا
الغمام ... وبطفولة بيضاء تصافحت الأكف أخوّة بلا دماء ... في تلك
البقعة الخضراء تبادلنا زهيرات الياسمين ... وببراءة الأطفال تعاهدنا
كتم أسرارنا الصغيرة ...
صديقتي أنتِ ... يا من أخلصتِ الإخاء ... أتذكرين يا صديقتي مقالبكِ الصغيرة ...
بشقاوة تضحكين بها عليّ وبسذاجة كنت ولا زلت أعجب كيف تنطلي عليّ ...
لِم غادرتكِ أسباب الحياة ... أخبريني يا ذات الوجه البريء من بسحائب
الحزن الكئيبة قد كساه ... تعالي وشاركيني ما كنت يوماً لا أضن به عليكِ
ولا أصخاه ... أين تباشير الصباح الندي على وجهكِ الباسم ... ولِم علاه ما
علاه؟ ... أتراني أثقلت بأسراري على صندوق قلبكِ الصغير ؟ ... ليتني لم
أجمعها عليكِ هموماً تركَت بقلبكِ الندوب ... هلا وضعت كفكِ الصغير على فاهي
لأصمت وأسمع شكوى قلبٍ أنهكته الخطوب ...
وقفت تناظرني بعينيها الحنونة ... أجل حنونة ... أشاحت طرفها الدامع
كي لا أراه ... وانصرفت حزينة ... كيف طابت لكِ نفسكِ القطيعة ... كيف
استباحت نفسك قطع علائقي ... لتتركيني جذع نخل مجتث قلبه ... ضاع
دليله وتاه وحيداً وسط الدروب ...
وفي انتظار ردودكم :'(